نقدم لكم
نص حوار مقابلة جريدة الوطن الكويتية
مع الشيخ
مشاري راشد العفاسي
يوم السبت 15/10/2005 م - 12 رمضان 1426 هـ
حوار : عمرو عبدالباسط
صوته يلتف حوله ملايين الشباب العربي من المحيط الى الخليج، القارئ مشاري بن راشد العفاسي «نجم» يتلألأ في سماء الاصوات القرآنية.. لحن سماوي يملأ القلوب خشوعا وفرحة بالاسلام. وهو قارئ ابن عصره تماما: تلاوة سريعة محكمة ومتقنة.. اخلاص في الاداء والدعاء من القلب الى القلب - من الطبيعي اذن ان تصغي القلوب في القاهرة والكويت وعمان وبيروت ودول الخليج لصوت القارئ الشاب الذي ما زال يدرس علوم القرآن الكريم بكلية القرآن بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
في ليلة - احسبها- مباركة دارت احداث هذا الحوار.
ذهبت اليه برفقة صديقه احمد الهيفي وقابلنا الشيخ مشاري امام الباب، وما ان جلسنا في الاستديو الخاص بحميه حتى صدح صوت مشاري بالتلاوة بالروايات والابتهالات والقصائد والمناجاة والادعية.. حالة فنية ايمانية عبقت المكان والزمان فأصغيا الى هذا الصوت الشجي المفعم بروائح الجنة.
اجاب: رحلتي مع القرآن بدأت منذ ان كان عمري 8 سنوات، كنت اذهب مع عمي الى حلقة القرآن بالمسجد واسمع واقرأ، وهو ما اتاح لي فرصة ان أؤذن واؤم الناس احيانا وانا صغير.
وبدأت الامامة بالفعل اثناء الغزو، وصليت التراويح اماما بداية من عام 1993، كان عمري وقتها حوالي 18 سنة، وصدر اول شريط لي سنة 1996 وكان يحمل تلاوة لسور غافر وفُصًّلَتْ والشورى.
احمد الله واشكره على هذه النعمة، فالله سبحانه وتعالى هو الموفق وهو الذي يؤلف القلوب والارواح.
وبالفعل انا ذهبت الى مصر منذ عامين وصليت بالناس في مسجد نادي الصيد - منطقة الدقي وسط القاهرة - ولاحظت امتلاء المسجد بما يزيد على عشرين الفا من المصلين، وكان استقبال الناس لي رائعا جدا وهذا ليس حنكة مني ولكنه - سبحانه - يمكن لكتابه الشريف في القلوب.
لم ادرسها دراسة اكاديمية أو حرة.
عندي بعض العلم بأمور المقامات الموسيقية لكني لم ادرسها، ولا علاقة لي بالموسيقى، انما اتغنى بالقرآن وهذا من السّنة المشرفة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»، والاحاديث التي تحث على تحسين الصوت بالقرآن كثيرة، وبالتالي من يسعى الى تحسين الصوت بالقرآن لا بد ان يوافق شيئا من النغم، أو مقاما من المقامات.
عندما كنت امارس النشاط الموسيقي اثناء الدراسة كنت اعزف فقط، ولم اكن اهتم بمسألة الصوت، لكني كنت امتلك الحس والادراك الفني، وبدأ هذا معي من خلال الآذان.
كنت اجلس في السرداب وارتل القرآن، ثم بدأت في تقليد اصوات القراء امثال الشيخ علي جابر وامام مسجدنا، وغيرهما حتى اصبحت اماما وقارئا.
للأسف سوق الكاسيت الاسلامي كانت ضعيفة في الكويت، فلم نكن نجد شريطا صافيا اصليا، وانما كلها منسوخة و«مضروبة»، الآن يمكنك ان تستمع الى القراء المصريين في الاذاعة، وتستطيع ان تحصل لهم على شرائط واضحة وصافية ومسموعة جيدا، ولذلك لم نكن نعرف سوى صوتين هما عبدالباسط عبدالصمد ومحمد صديق المنشاوي.
لكني تعرفت عام 1999 على صوت الشيخ مصطفى اسماعيل.. ومن وقتها وانا متعلق بهذا الصوت الجميل المتمكن.
سجلت القراءة وعرضتها على مشايخ امثال محمد ايوب وابراهيم الاخضر، وقرأت القران كاملا على الشيخ عبدالرافع رضوان وهو مصري مقيم في المدينة، ثم ذهبت الى مصر في عيد «اللحمة» - عيد الاضحى - وقابلت الشيخ العلامة احمد الزيات وقرأت عليه القرآن، وعند تسجيل «الختمة» كان معي شيخ عموم المقارئ المصرية الآن د.احمد المعصراوي، وهو الذي «وضبني» باعتباره مشرفا على الختمة، وسجلت ثلاثة ارباع الختمة في استديو «صوت الحب» بمصر، ثم استكملتها بالكويت.
والحقيقة ان استقبال مصر لي كان جميلا جدا.
تلقيت دعوات كثيرة للقراءة في رمضان بمصر والاردن ودول الخليج كلها واليابان وامريكا وغيرها، ولو وافقت على دعوة واحدة منها لانفتح باب سيعطلني عن دراستي بكلية القرآن بالجامعة الاسلامية بالمدينة، وانا افضل عندما احضر الى الكويت ان اقضي الوقت كله مع الاهل والاخوان، أو في تسجيل بعض الاشرطة الجديدة.
نعم لي شريط جزء عم المعلم، اقرأ فيه الجزء آية آية ويكررها ورائي النشء في اطار طبيعي، وكذلك قدمت في هذا الصيف شريط يس وسور القسم مثل الصافات والذاريات والطور والنجم برواية خلف عن حمزة، واقرأ بهذه الرواية للمرة الاولى، وكذلك شريط ثالث برواية خلف عن حمزة ايضا لسورتي مريم وطه، وهي تلاوة جديدة ومستغربة، وتعمدت تقديمها حتى يفهمها السامعون ويعتادوا عليها.
واذكر ان الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف في مصر نصحني قائلا بأن القراءات لا تنتشر فقط بالتدريس، وانما تنتشر بالقراءة واعتياد آذان السامعين عليها.
وكذلك سجلت شريط قصائد دينية اشبه بالابتهالات والادعية وكلها مناجاة ومدح لله عز وجل، وسميته «حنيني».
وسجلت «متن التحفة السمنودية» وهي خاصة بقواعد التجويد وضوابطه من تأليف الشيخ ابراهيم علي السمنودي، وقد ذهبت اليه في سمنود - حوالي 60 كيلومتر غرب القاهرة - وقرأت عليه الفاتحة.
وخلال ايام السنة اقوم بتسجيل قطع صغيرة ترسل كرسائل على الموبايل، وبدأت بتلاوة الآيات القرآنية بروايات مختلفة، والاحاديث الشريفة، وقدمت في رمضان هذا العام الاقوال المأثورة، وادعية وقصائد.
نعم وكذلك استشارت الشركة المنتجة عميد كلية الشريعة بالكويت د.محمد الطبطبائي وانا ايضا استشرته، ولزيادة الاطمئنان استشرت مفتي الديار السعودية الشيخ العلامة عبدالعزيز علي الشيخ، وافتاني قائلا: هذا خير وليس هناك أي مانع من استبدال الموسيقى في الموبايل بالآيات القرآنية.
نعم، سأصلي صلاة التراويح في الكويت بمسجد الراشد بالعديلية، والقيام بشكل يومي أو شبه يومي بالمسجد الكبير.
احرص دائما ان يتحصل المقصود من الصلاة والقراءة، واغلب صلاة القيام قراءة قرآن، فالمقصود هو التدبر، ولذا احرص دائما عندما اقرأ ان اتفهم الآيات التي اتلوها، وان اوصل معاني الآيات بطريقة الاداء المعبرة.
فأنا كالخطيب الذي يشرح المعاني، يرتفع صوته وينخفض، طبقا لمعاني الكلمات التي يحرص على توصيلها، وهذه الطريقة تؤثر فيّ كقارئ اولا، فهذا التدبر للآيات يولد معاني تؤثر في القارئ والمستمع.
فمقام التعليم يتطلب السرعة في القراءة، اما في الصلاة فالامر يختلف، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة بتأنً وتؤدة فتطول حتى يظن انها اطول من اطول منها، وكان صلى الله عليه وسلم يرفع طورا ويخفض طورا، فهذا هو التفاعل مع القراءة.
سبحان الله، هذا الكلام لم يوجه لي من قبل، والحمدلله نحن نجاهد انفسنا ولا ندري اقبلت التلاوة أم لم تقبل، ولحظة البكاء تأتي مفاجأة من خلال التفاعل مع الآيات ومع الجو المحيط واذكر كلمة لابن القيم ان الانسان عندما يبكي، يبكي من حوله، فمن الممكن ان اتفاعل مع الآيات وابكي فيبكي المصلون من خلفي، أو العكس، وهذا يسمونه بكاء الموافقة، وان صح الحديث الشريف الذي يقول «فإن لم تبكوا فتباكوا».
والحقيقة ان هذه مسؤولية كبيرة تقع على القارئ، ففي المسجد الكبير يصلي في ليلة 27 رمضان اكثر من 80 الف نسمة، ومنهم من اتقى واخشع لله مني، وقلوبهم معلقة بآيات الله التي اتلوها، فإن لم أكن خاشعا ومخلصا لله في تلاوتي لاكتشفت تلك القلوب المؤمنة هذا، من هنا تقع المسؤولية على الامام.
قدمت التلاوة المجودة من خلال رسائل الموبايل، ولم اقدم شريطا كاملا، فالمجود - مع تحفظي على التسمية لأن كل تلاوة لا بد ان تكون مجودة - له عشاقه ومحبوه، انما المرتل يسهل على الناس سماع الكثير من الآيات، فأنت يمكنك سماع سورة البقرة مرتلة على شريط واحد، في حين ان شريط المجود قد لا يستوعب صفحتين من البقرة.
وكما يقولون، نحن في عصر السرعة الذي لا يتيح للكثيرين الوقت الكافي لسماع الكثير من الآيات، لكن المرتل سريع ويعطي الفرصة للسماع والتفاعل.
انا اعتدت على القراءة المرتلة، لأن المجود مرهق ومتعب وليس فيه انجاز للاشرطة.
فالختمة الخاصة بفضيلة الشيخ الحصري رحمه الله قد لا تزيد عدد اشرطتها على العشرين أو الثلاثين، في حين ان الختمة المجودة قد يصل عدد اشرطتها الى الخمسين أو الستين.
ولذلك لم تنتشر الختمة المجودة للقارئ الشيخ مصطفى اسماعيل مع انها اكثر من رائعة.
استوقفني في صوت الشيخ مصطفى اسماعيل تفاعله مع المعاني، وقدرته على جعل معاني الآيات هي التي تفرض تلوينها النغمي، وليس العكس، هذه قدرة رائعة على التعبير، فالرسام يعبر عن نفسه بريشته، والقارئ مطلوب منه ان يعبر عما في الآيات من معان بصوته، وهذا ما يفعله الشيخ مصطفى اسماعيل، انه استاذ كبير، وهذا دليل على ان المسألة ليست حنكة بالانغام وانما قدرة كبيرة على امتصاص رحيق الآيات الشريفة، وافرازها من خلال الصوت عسلا.
ولذلك فإن اجمل الاصوات في الغناء لا يمكنها ان تنجح في تلاوة القرآن فالامر ليس انغاما بقدر ما هي ضوابط يجب الالتزام بها، ومعاني آيات تفرض انغامها.
عبدالوهاب نفسه تعلم كثيرا من الشيخ محمد رفعت، فالمشايخ والقراء هم الاصل في الانغام والاصوات، وتجربة عبدالوهاب عورضت على كل المستويات وتوقفت قبل ان تبدأ.
فالقرآن هو الذي يقودنا الى الانغام وليس العكس، ومحاولة ضبط اصوات القراء طبقا لنوتة موسيقية تسلب القارئ تفاعله مع الآيات وروجانية المعاني فتخرج من الرأس لا من القلب، وتصبح التلاوة مجرد «تكنيك نغمي» وليست عملا ايمانيا يرتبط بالذوق وتعلق القارئ بما في رياض كتاب الله من معاني جليلة.
انا اجد مساحة للتنويع النغمي في القصائد والابتهالات، لكن التلاوة تختلف كثيرا.
لكني اسأل الله ان يقبلني قارئا لكتابه الكريم، واعتقد ان الكثير من المطربين يتمنون ان يكونوا قراء لكتاب الله، وقد أسرّ بعضهم بهذا، فالقرآن خير جليس لا يمل حديثه، وترداده يزداد فيه تجملا.
هناك قراء اصحاب اصوات رائعة مثل الشيخ صلاح الهاشم، وهناك ائمة المسجد الكبير وغيرهم، وكل شباب القراء «طاجتي».
هناك «صحوة قرآنية» بدأت بعد الغزو، لكن الاهتمام بالقراء تأخر، لذلك تجد كل القراء شبابا مثلي، امثال خالد السعيدي، وفهد الكندري وحامد البراك معروف من قبلي، والمسألة اولا واخيرا توفيق من الله.
وكانت الاذاعة تنقل القراءات من المسجد الكبير، وكان التلفزيون ايضا يفعل ذلك وتوقف نتيجة التغيير المستمر لوزراء الاعلام.
سمعت ان د.انس الرشيد وزير الاعلام مهتم بهذا الموضوع، وهو امر نشكره عليه، لأن هذا واجهة مشرفة للكويت، فعدد المصلين قد يفوق الثمانين الفا ليلة 27 رمضان، فنحن لا نعطي الفرصة لأبناء بلدنا.
بصراحة، عندما احكي لاخواني وربعي اقول لهم عندما اسافر الى الخارج اشعر بالحياء والخجل من المسلسلات التي نعرضها في تلفزيوننا وفضائياتنا خاصة في رمضان.. موسم الخير، وشهر القرآن وليس المسلسلات.
ان تجمع اكثر من 80 الف شخص للصلاة في المسجد الكبير صورة مشرقة لا تقل عن الواجهة الحسنة للكويت في مسألة الصدقات.
الكثير من الشباب - جزاهم الله خيرا - يشكرونني على قراءتي ويحدثونني عن تجربتهم مع شرائطي، وكيف اثرت فيهم.
كنت اصور دعاية لأحد شرائطي وفوجئت بشاب في مكان التصوير يقول لي: عرفنا انك موجود هنا وجئنا لنسلم عليك، وحكى لي عن ان امه وخالته استمعتا الى احدى قصائدي فبكتا ودعتا الله لي.
واسأل الله عز وجل ان اكون عند حسن ظن الجميع.
وهذه نعمة اسأل الله ان يديمها عليَّ، فاللهم زدنا ولا تنقصنا، ومسؤوليتي تجاه هذا الامر ان اشكر هذه النعمة وان احافظ عليها.
حالة البكاء تفاجئني دون ان استدعيها أو افتعلها، وعموما فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في مقدمة البكائين ويجيء من بعده ابو بكر وعمر واغلب الصحابة.
عموما سورة يوسف من السور التي اشعر ان الله اكرمني اثناء تلاوتها.
الحافظ هو الله عز وجل، اعلم ان هناك أناسا يخافون من الاصابة بالعين، لكني اتوكل على الله عز وجل، فهو سبحانه النافع والضار.
كما انني لا اهتم بالاشياء التي يفعلها بعض القراء قبل التلاوة من شرب مشروبات معينة وغيرها، فقد حدث انني كنت اسجل شريط سورة التوبة والسجدة وبجواري «مطارة» يانسون، كنت اشرب منها، وفوجئت بحالة هبوط وخمول منعتني من تكملة التلاوة واضطررت الى تأجيلها لليوم التالي، ومن يومها توقفت عن شرب هذه الاشياء لأنها لا تحسن من الصوت اكثر من 5%.
عندي ثلاث بنات لكنهن لم يرثن صوتي.
ضاحكا: بالطبع، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء.
هذه المسابقة جزاهم الله خيرا عليها، وقد اشتركت فيها، وهذه المسابقة لها اثر مهم في اهتمام الشباب بالقرآن.
هناك شيء يحز بخاطري في الفترة الاخيرة، فقد تم تكريم مجموعة من الدعاة في البحرين.. ضمن فعاليات جائزة الندوة العالمية للشباب لخدمة العمل الاسلامي، وكان من بينهم اثنان من الكويت هما: انا والشيخ محمد العوضي وكان منهم الاستاذ عمرو خالد ود.علي الحمادي ومحمد ابو الجود.
فجزاهم الله خيرا عن هذا التكريم، لكن ما يحز في النفس ان يأتي التكريم من الخارج وليس من بلدي، انا لا احب ولا اطلب من احد ان يكرمني، فأنا انتظر التكريم في الآخرة وليس في الدنيا، لأنني لا اقوم بما اقوم به انتظارا لثناء أو مديح احد، انما انا تفاجأت بأن التكريم يأتيني من الخارج قبل بلدي.
والحمدلله فأنا اشتهرت في مصر قبل الكويت، بل جاءتني الشهرة من مصر الى الكويت، فالبعض لم يكن يعرفني وعندما ذهبوا الى مصر وعادوا قالوا لي: انت هناك مشهور ومعروف جدا.
والحقيقة ان اذاعة القرآن الكريم في الكويت كان من الممكن ان تقوم بدور مهم في نشر الاهتمام بالقرآن وبقراء الكويت، لكنك حينما تسمعها ستجد نسبة القراء الكويتيين لا تتجاوز ثلاثين بالمائة، بالطبع بقية القراء على العين والرأس، لكني كإذاعة كويتية لا بد ان ارتقي واحفز شباب الكويت، وانا لا اتحدث عن نفسي لأن تلاواتي تذاع فيها، لكنني اتكلم عن غيري من القراء.
فالشباب الآن من السهل ان يكون مطربا، لكنه من الصعب جدا ان يكون قارئا، وهذه نتيجة للعقبات التي يضعونها امام شباب القراء، وعدم الاهتمام بأصحاب المواهب من قراء القرآن.
اهتم بالخط العربي وبالهندسة الصوتية، وكذلك بالسباحة، لكنني الحين اسبح في بيتنا لأنه ليس عندي وقت للذهاب للسباحة في الاماكن المخصصة لذلك.
نص حوار مقابلة جريدة الوطن الكويتية
مع الشيخ
مشاري راشد العفاسي
يوم السبت 15/10/2005 م - 12 رمضان 1426 هـ
حوار : عمرو عبدالباسط
نجم يتلألأ في سماء الكويت والعالم العربي والإسلامي :
القارئ مشاري بن راشد العفاسي للوطن :استشرت العلماء في رسائل الموبايل القرآنية فأجازوها
صوته يلتف حوله ملايين الشباب العربي من المحيط الى الخليج، القارئ مشاري بن راشد العفاسي «نجم» يتلألأ في سماء الاصوات القرآنية.. لحن سماوي يملأ القلوب خشوعا وفرحة بالاسلام. وهو قارئ ابن عصره تماما: تلاوة سريعة محكمة ومتقنة.. اخلاص في الاداء والدعاء من القلب الى القلب - من الطبيعي اذن ان تصغي القلوب في القاهرة والكويت وعمان وبيروت ودول الخليج لصوت القارئ الشاب الذي ما زال يدرس علوم القرآن الكريم بكلية القرآن بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
في ليلة - احسبها- مباركة دارت احداث هذا الحوار.
ذهبت اليه برفقة صديقه احمد الهيفي وقابلنا الشيخ مشاري امام الباب، وما ان جلسنا في الاستديو الخاص بحميه حتى صدح صوت مشاري بالتلاوة بالروايات والابتهالات والقصائد والمناجاة والادعية.. حالة فنية ايمانية عبقت المكان والزمان فأصغيا الى هذا الصوت الشجي المفعم بروائح الجنة.
سألته: كيف ومتى بدأت رحلتك مع القرآن الكريم؟
اجاب: رحلتي مع القرآن بدأت منذ ان كان عمري 8 سنوات، كنت اذهب مع عمي الى حلقة القرآن بالمسجد واسمع واقرأ، وهو ما اتاح لي فرصة ان أؤذن واؤم الناس احيانا وانا صغير.
وبدأت الامامة بالفعل اثناء الغزو، وصليت التراويح اماما بداية من عام 1993، كان عمري وقتها حوالي 18 سنة، وصدر اول شريط لي سنة 1996 وكان يحمل تلاوة لسور غافر وفُصًّلَتْ والشورى.
الكثير من الشباب العربي يهتمون بصوتك وتلاوتك.. باختصار أنت «نجمهم» المفضل الآن؟
احمد الله واشكره على هذه النعمة، فالله سبحانه وتعالى هو الموفق وهو الذي يؤلف القلوب والارواح.
وبالفعل انا ذهبت الى مصر منذ عامين وصليت بالناس في مسجد نادي الصيد - منطقة الدقي وسط القاهرة - ولاحظت امتلاء المسجد بما يزيد على عشرين الفا من المصلين، وكان استقبال الناس لي رائعا جدا وهذا ليس حنكة مني ولكنه - سبحانه - يمكن لكتابه الشريف في القلوب.
هل درست الموسيقى؟
لم ادرسها دراسة اكاديمية أو حرة.
لكن قصائدك الاخيرة وتنويعاتك النغمية في ادائها تشير الى قارئ متمكن من الايقاعات الموسيقية؟
عندي بعض العلم بأمور المقامات الموسيقية لكني لم ادرسها، ولا علاقة لي بالموسيقى، انما اتغنى بالقرآن وهذا من السّنة المشرفة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»، والاحاديث التي تحث على تحسين الصوت بالقرآن كثيرة، وبالتالي من يسعى الى تحسين الصوت بالقرآن لا بد ان يوافق شيئا من النغم، أو مقاما من المقامات.
متى اكتشفت ان لصوتك جاذبية خاصة عند مستمعيك؟
عندما كنت امارس النشاط الموسيقي اثناء الدراسة كنت اعزف فقط، ولم اكن اهتم بمسألة الصوت، لكني كنت امتلك الحس والادراك الفني، وبدأ هذا معي من خلال الآذان.
كنت اجلس في السرداب وارتل القرآن، ثم بدأت في تقليد اصوات القراء امثال الشيخ علي جابر وامام مسجدنا، وغيرهما حتى اصبحت اماما وقارئا.
هل تأثرت بأحد من قراء مصر المشهورين؟
للأسف سوق الكاسيت الاسلامي كانت ضعيفة في الكويت، فلم نكن نجد شريطا صافيا اصليا، وانما كلها منسوخة و«مضروبة»، الآن يمكنك ان تستمع الى القراء المصريين في الاذاعة، وتستطيع ان تحصل لهم على شرائط واضحة وصافية ومسموعة جيدا، ولذلك لم نكن نعرف سوى صوتين هما عبدالباسط عبدالصمد ومحمد صديق المنشاوي.
لكني تعرفت عام 1999 على صوت الشيخ مصطفى اسماعيل.. ومن وقتها وانا متعلق بهذا الصوت الجميل المتمكن.
وبدأت مسيرة الاحتراف؟
سجلت القراءة وعرضتها على مشايخ امثال محمد ايوب وابراهيم الاخضر، وقرأت القران كاملا على الشيخ عبدالرافع رضوان وهو مصري مقيم في المدينة، ثم ذهبت الى مصر في عيد «اللحمة» - عيد الاضحى - وقابلت الشيخ العلامة احمد الزيات وقرأت عليه القرآن، وعند تسجيل «الختمة» كان معي شيخ عموم المقارئ المصرية الآن د.احمد المعصراوي، وهو الذي «وضبني» باعتباره مشرفا على الختمة، وسجلت ثلاثة ارباع الختمة في استديو «صوت الحب» بمصر، ثم استكملتها بالكويت.
والحقيقة ان استقبال مصر لي كان جميلا جدا.
وبقية البلاد ألم تتلق دعوات للقراءة فيها؟
تلقيت دعوات كثيرة للقراءة في رمضان بمصر والاردن ودول الخليج كلها واليابان وامريكا وغيرها، ولو وافقت على دعوة واحدة منها لانفتح باب سيعطلني عن دراستي بكلية القرآن بالجامعة الاسلامية بالمدينة، وانا افضل عندما احضر الى الكويت ان اقضي الوقت كله مع الاهل والاخوان، أو في تسجيل بعض الاشرطة الجديدة.
ظهرت لك بعض الاشرطة الجديدة الخاصة بالقصائد الدينية والتلاوة؟
نعم لي شريط جزء عم المعلم، اقرأ فيه الجزء آية آية ويكررها ورائي النشء في اطار طبيعي، وكذلك قدمت في هذا الصيف شريط يس وسور القسم مثل الصافات والذاريات والطور والنجم برواية خلف عن حمزة، واقرأ بهذه الرواية للمرة الاولى، وكذلك شريط ثالث برواية خلف عن حمزة ايضا لسورتي مريم وطه، وهي تلاوة جديدة ومستغربة، وتعمدت تقديمها حتى يفهمها السامعون ويعتادوا عليها.
واذكر ان الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف في مصر نصحني قائلا بأن القراءات لا تنتشر فقط بالتدريس، وانما تنتشر بالقراءة واعتياد آذان السامعين عليها.
وكذلك سجلت شريط قصائد دينية اشبه بالابتهالات والادعية وكلها مناجاة ومدح لله عز وجل، وسميته «حنيني».
وسجلت «متن التحفة السمنودية» وهي خاصة بقواعد التجويد وضوابطه من تأليف الشيخ ابراهيم علي السمنودي، وقد ذهبت اليه في سمنود - حوالي 60 كيلومتر غرب القاهرة - وقرأت عليه الفاتحة.
وخلال ايام السنة اقوم بتسجيل قطع صغيرة ترسل كرسائل على الموبايل، وبدأت بتلاوة الآيات القرآنية بروايات مختلفة، والاحاديث الشريفة، وقدمت في رمضان هذا العام الاقوال المأثورة، وادعية وقصائد.
هل استشرت العلماء والمشايخ عند تسجيل القرآن كرسائل ترسل على الموبايل؟
نعم وكذلك استشارت الشركة المنتجة عميد كلية الشريعة بالكويت د.محمد الطبطبائي وانا ايضا استشرته، ولزيادة الاطمئنان استشرت مفتي الديار السعودية الشيخ العلامة عبدالعزيز علي الشيخ، وافتاني قائلا: هذا خير وليس هناك أي مانع من استبدال الموسيقى في الموبايل بالآيات القرآنية.
برنامجك في رمضان هذا العام مزدحم؟
نعم، سأصلي صلاة التراويح في الكويت بمسجد الراشد بالعديلية، والقيام بشكل يومي أو شبه يومي بالمسجد الكبير.
انت تبكي اثناء التلاوة كثيرا ويسجل هذا على الشرائط؟
احرص دائما ان يتحصل المقصود من الصلاة والقراءة، واغلب صلاة القيام قراءة قرآن، فالمقصود هو التدبر، ولذا احرص دائما عندما اقرأ ان اتفهم الآيات التي اتلوها، وان اوصل معاني الآيات بطريقة الاداء المعبرة.
فأنا كالخطيب الذي يشرح المعاني، يرتفع صوته وينخفض، طبقا لمعاني الكلمات التي يحرص على توصيلها، وهذه الطريقة تؤثر فيّ كقارئ اولا، فهذا التدبر للآيات يولد معاني تؤثر في القارئ والمستمع.
فمقام التعليم يتطلب السرعة في القراءة، اما في الصلاة فالامر يختلف، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة بتأنً وتؤدة فتطول حتى يظن انها اطول من اطول منها، وكان صلى الله عليه وسلم يرفع طورا ويخفض طورا، فهذا هو التفاعل مع القراءة.
هناك من يصف المبالغة في البكاء اثناء تلاوة القرآن في الصلاة بأنها نوع من التمثيل؟
سبحان الله، هذا الكلام لم يوجه لي من قبل، والحمدلله نحن نجاهد انفسنا ولا ندري اقبلت التلاوة أم لم تقبل، ولحظة البكاء تأتي مفاجأة من خلال التفاعل مع الآيات ومع الجو المحيط واذكر كلمة لابن القيم ان الانسان عندما يبكي، يبكي من حوله، فمن الممكن ان اتفاعل مع الآيات وابكي فيبكي المصلون من خلفي، أو العكس، وهذا يسمونه بكاء الموافقة، وان صح الحديث الشريف الذي يقول «فإن لم تبكوا فتباكوا».
والحقيقة ان هذه مسؤولية كبيرة تقع على القارئ، ففي المسجد الكبير يصلي في ليلة 27 رمضان اكثر من 80 الف نسمة، ومنهم من اتقى واخشع لله مني، وقلوبهم معلقة بآيات الله التي اتلوها، فإن لم أكن خاشعا ومخلصا لله في تلاوتي لاكتشفت تلك القلوب المؤمنة هذا، من هنا تقع المسؤولية على الامام.
الجيل الجديد من القراء يفضلون القراءة المرتلة.. لماذا؟
قدمت التلاوة المجودة من خلال رسائل الموبايل، ولم اقدم شريطا كاملا، فالمجود - مع تحفظي على التسمية لأن كل تلاوة لا بد ان تكون مجودة - له عشاقه ومحبوه، انما المرتل يسهل على الناس سماع الكثير من الآيات، فأنت يمكنك سماع سورة البقرة مرتلة على شريط واحد، في حين ان شريط المجود قد لا يستوعب صفحتين من البقرة.
وكما يقولون، نحن في عصر السرعة الذي لا يتيح للكثيرين الوقت الكافي لسماع الكثير من الآيات، لكن المرتل سريع ويعطي الفرصة للسماع والتفاعل.
ماذا عنك انت؟
انا اعتدت على القراءة المرتلة، لأن المجود مرهق ومتعب وليس فيه انجاز للاشرطة.
فالختمة الخاصة بفضيلة الشيخ الحصري رحمه الله قد لا تزيد عدد اشرطتها على العشرين أو الثلاثين، في حين ان الختمة المجودة قد يصل عدد اشرطتها الى الخمسين أو الستين.
ولذلك لم تنتشر الختمة المجودة للقارئ الشيخ مصطفى اسماعيل مع انها اكثر من رائعة.
لاحظت لمعان عينيك عند الحديث عن الشيخ مصطفى اسماعيل لماذا؟
استوقفني في صوت الشيخ مصطفى اسماعيل تفاعله مع المعاني، وقدرته على جعل معاني الآيات هي التي تفرض تلوينها النغمي، وليس العكس، هذه قدرة رائعة على التعبير، فالرسام يعبر عن نفسه بريشته، والقارئ مطلوب منه ان يعبر عما في الآيات من معان بصوته، وهذا ما يفعله الشيخ مصطفى اسماعيل، انه استاذ كبير، وهذا دليل على ان المسألة ليست حنكة بالانغام وانما قدرة كبيرة على امتصاص رحيق الآيات الشريفة، وافرازها من خلال الصوت عسلا.
ولذلك فإن اجمل الاصوات في الغناء لا يمكنها ان تنجح في تلاوة القرآن فالامر ليس انغاما بقدر ما هي ضوابط يجب الالتزام بها، ومعاني آيات تفرض انغامها.
الموسيقار محمد عبدالوهاب اراد ان يضبط اصوات قراء القرآن طبقا لنوتة موسيقية لكنه فشل؟
عبدالوهاب نفسه تعلم كثيرا من الشيخ محمد رفعت، فالمشايخ والقراء هم الاصل في الانغام والاصوات، وتجربة عبدالوهاب عورضت على كل المستويات وتوقفت قبل ان تبدأ.
فالقرآن هو الذي يقودنا الى الانغام وليس العكس، ومحاولة ضبط اصوات القراء طبقا لنوتة موسيقية تسلب القارئ تفاعله مع الآيات وروجانية المعاني فتخرج من الرأس لا من القلب، وتصبح التلاوة مجرد «تكنيك نغمي» وليست عملا ايمانيا يرتبط بالذوق وتعلق القارئ بما في رياض كتاب الله من معاني جليلة.
انا اجد مساحة للتنويع النغمي في القصائد والابتهالات، لكن التلاوة تختلف كثيرا.
مساحة صوتك العريضة وتنويعاتك النغمية تشير الى «فنان» محترم؟
لكني اسأل الله ان يقبلني قارئا لكتابه الكريم، واعتقد ان الكثير من المطربين يتمنون ان يكونوا قراء لكتاب الله، وقد أسرّ بعضهم بهذا، فالقرآن خير جليس لا يمل حديثه، وترداده يزداد فيه تجملا.
انت اول قارئ كويتي تتجاوز شهرته حدود بلده الى العالم العربي والاسلامي.. فأين بقية قراء الكويت؟
هناك قراء اصحاب اصوات رائعة مثل الشيخ صلاح الهاشم، وهناك ائمة المسجد الكبير وغيرهم، وكل شباب القراء «طاجتي».
هناك «صحوة قرآنية» بدأت بعد الغزو، لكن الاهتمام بالقراء تأخر، لذلك تجد كل القراء شبابا مثلي، امثال خالد السعيدي، وفهد الكندري وحامد البراك معروف من قبلي، والمسألة اولا واخيرا توفيق من الله.
وكانت الاذاعة تنقل القراءات من المسجد الكبير، وكان التلفزيون ايضا يفعل ذلك وتوقف نتيجة التغيير المستمر لوزراء الاعلام.
يتردد ان احدى الفضائيات الكويتية ستنقل صلاة القيام التي ستؤمها من المسجد الكبير في العشر الاواخر من رمضان؟
سمعت ان د.انس الرشيد وزير الاعلام مهتم بهذا الموضوع، وهو امر نشكره عليه، لأن هذا واجهة مشرفة للكويت، فعدد المصلين قد يفوق الثمانين الفا ليلة 27 رمضان، فنحن لا نعطي الفرصة لأبناء بلدنا.
هل تعتقد ان الكويت لا تبرز ولا تستثمر رموزها؟
بصراحة، عندما احكي لاخواني وربعي اقول لهم عندما اسافر الى الخارج اشعر بالحياء والخجل من المسلسلات التي نعرضها في تلفزيوننا وفضائياتنا خاصة في رمضان.. موسم الخير، وشهر القرآن وليس المسلسلات.
ان تجمع اكثر من 80 الف شخص للصلاة في المسجد الكبير صورة مشرقة لا تقل عن الواجهة الحسنة للكويت في مسألة الصدقات.
هل تشعر ان شباب الكويت تفاعل مع صوتك؟
الكثير من الشباب - جزاهم الله خيرا - يشكرونني على قراءتي ويحدثونني عن تجربتهم مع شرائطي، وكيف اثرت فيهم.
كنت اصور دعاية لأحد شرائطي وفوجئت بشاب في مكان التصوير يقول لي: عرفنا انك موجود هنا وجئنا لنسلم عليك، وحكى لي عن ان امه وخالته استمعتا الى احدى قصائدي فبكتا ودعتا الله لي.
واسأل الله عز وجل ان اكون عند حسن ظن الجميع.
وهذه نعمة اسأل الله ان يديمها عليَّ، فاللهم زدنا ولا تنقصنا، ومسؤوليتي تجاه هذا الامر ان اشكر هذه النعمة وان احافظ عليها.
ما الآيات التي تلمس قلبك وتمتلئ بها حنجرتك وتبكيك؟
حالة البكاء تفاجئني دون ان استدعيها أو افتعلها، وعموما فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في مقدمة البكائين ويجيء من بعده ابو بكر وعمر واغلب الصحابة.
عموما سورة يوسف من السور التي اشعر ان الله اكرمني اثناء تلاوتها.
كيف تحافظ على صوتك؟
الحافظ هو الله عز وجل، اعلم ان هناك أناسا يخافون من الاصابة بالعين، لكني اتوكل على الله عز وجل، فهو سبحانه النافع والضار.
كما انني لا اهتم بالاشياء التي يفعلها بعض القراء قبل التلاوة من شرب مشروبات معينة وغيرها، فقد حدث انني كنت اسجل شريط سورة التوبة والسجدة وبجواري «مطارة» يانسون، كنت اشرب منها، وفوجئت بحالة هبوط وخمول منعتني من تكملة التلاوة واضطررت الى تأجيلها لليوم التالي، ومن يومها توقفت عن شرب هذه الاشياء لأنها لا تحسن من الصوت اكثر من 5%.
هل ورث احد من اولادك صوتك؟
عندي ثلاث بنات لكنهن لم يرثن صوتي.
هل تتمنى الولد؟
ضاحكا: بالطبع، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء.
هل تابعت مسابقة سمو الامير حفظه الله للقرآن الكريم؟
هذه المسابقة جزاهم الله خيرا عليها، وقد اشتركت فيها، وهذه المسابقة لها اثر مهم في اهتمام الشباب بالقرآن.
لماذا اشعر بالحزن في نبرات صوتك؟
هناك شيء يحز بخاطري في الفترة الاخيرة، فقد تم تكريم مجموعة من الدعاة في البحرين.. ضمن فعاليات جائزة الندوة العالمية للشباب لخدمة العمل الاسلامي، وكان من بينهم اثنان من الكويت هما: انا والشيخ محمد العوضي وكان منهم الاستاذ عمرو خالد ود.علي الحمادي ومحمد ابو الجود.
فجزاهم الله خيرا عن هذا التكريم، لكن ما يحز في النفس ان يأتي التكريم من الخارج وليس من بلدي، انا لا احب ولا اطلب من احد ان يكرمني، فأنا انتظر التكريم في الآخرة وليس في الدنيا، لأنني لا اقوم بما اقوم به انتظارا لثناء أو مديح احد، انما انا تفاجأت بأن التكريم يأتيني من الخارج قبل بلدي.
والحمدلله فأنا اشتهرت في مصر قبل الكويت، بل جاءتني الشهرة من مصر الى الكويت، فالبعض لم يكن يعرفني وعندما ذهبوا الى مصر وعادوا قالوا لي: انت هناك مشهور ومعروف جدا.
والحقيقة ان اذاعة القرآن الكريم في الكويت كان من الممكن ان تقوم بدور مهم في نشر الاهتمام بالقرآن وبقراء الكويت، لكنك حينما تسمعها ستجد نسبة القراء الكويتيين لا تتجاوز ثلاثين بالمائة، بالطبع بقية القراء على العين والرأس، لكني كإذاعة كويتية لا بد ان ارتقي واحفز شباب الكويت، وانا لا اتحدث عن نفسي لأن تلاواتي تذاع فيها، لكنني اتكلم عن غيري من القراء.
فالشباب الآن من السهل ان يكون مطربا، لكنه من الصعب جدا ان يكون قارئا، وهذه نتيجة للعقبات التي يضعونها امام شباب القراء، وعدم الاهتمام بأصحاب المواهب من قراء القرآن.
ما هي هواياتك؟
اهتم بالخط العربي وبالهندسة الصوتية، وكذلك بالسباحة، لكنني الحين اسبح في بيتنا لأنه ليس عندي وقت للذهاب للسباحة في الاماكن المخصصة لذلك.